Uncategorized

وجدتُ كوفيّتي

todayأبريل 8, 2021 321 6

Background
share close
وجدتُ كوفيّتي
 
أفتّش عن كوفيّتي.. تلك الكوفيّة التي رافقتني لسنوات في مخيّمات الحزب..
ها قد وجدتها في حقيبة قديمة وكأنها تنتظرني لتكون رفيقتي اليوم..
أمسكتها بين يديّ وشممت رائحتها، وضممتها إلى وجهي، فغرقتُ بين نسيج خيوطها كما تغرق فلسطين في نسيج قلبي..
ها أنا وكوفيّتي مستعدّتان للرحلة إلى تلك القرية الجنوبية.. فأقود سيارتي وأتوجّه إلى ”بوابة فاطمة“..
هناك على تلك التلّة حشود من الأحبّة: تختلف أعلامنا، ولكن أقلّ ما يجمعنا هو حبّ فلسطين..
هناك على تلك التلّة تلفّني الأصوات واليافطات والألوان والأعلام والهتافات والكاميرات..
للحظة وجدتُني أنسحب من تلك الحشود، وأنعزل عن الأصوات من حولي، وأقف على حافة تلك التلّة:
بيني وبين فلسطين بضع خطوات وجدار..
للحظة شعرت أنّ روحي انفصلت عن جسدي:
ها هي روحي تهيم في فلسطين..
تعانق الأطفال..
تلعب معهم..
فنغنّي معًا..
علّ اللعب والغناء يُبعد عنهم الموت..!!!
تعانق الأطفال..
تركض معهم..
فنضحك معًا..
علّ الضحك يُبعد عنهم الألم..!!!
تعانق الأطفال..
وتستمع بفرح إلى أحلامهم الصغيرة..
علّهم يكبرون..!!!
في تلك اللحظة تنتشلني من رحلتي دمعتي الحارقة فتعود فجأة الأصوات وأعود إلى حيث أنا على تلك التلّة: بيني وبين فلسطين خطوات.. وجدار..
أمّا الأطفال..فأبوا إِلَّا البقاء هناك..
يعتلون الشهادة..
يكتبون الملاحم..
ينسجون الأساطير..
يحفرون التاريخ..
أمّا ضحكاتهم فتملأ الدنيا..!!!
في 15 أيار 2021
الرفيقة نسرين حريز

Written by: admin

Rate it

0%